غـصن عصـافيـر

 "" "" "" "" "" "" ""

  اجلـس علـى حـافـة الكـون

  وحيـداً منغمسـاً فـي اللاشئ

  كفـزاعـة فـي حقـل مهجـور

  أخبـيء تنهـداتـي فـي جيـوب صمتـي

  أنتظـر مـرور عـربـات التـاريـخ

  عنـدمـا تعـود ملـوثـة بطعـم الأكـاذيب

  والمـآسـي الطـازجـة 

  أريـد مـوعـداً مـع اشجـار الكـرز

  ورسـائـلاً مكتـوبـة بغصـن عصـافيـر

  ونـافـذة أطـلُّ منـها علـى نفسـي

  وأن اسنـد رأسـي الـى نـافـورة الليـل وقمـح الأرض

  كـم مـن جـدارٍ اتكـأ علـى كتفـي

  وتـرك ظاّـي طليقـاً

  كـم حـزنـاً تـدحـرج فـي صـدري

  وتـركنـي أتعـاطى حفـر خنـادق التعب

  كنقّـار الخشـب .


  حـدثنـي ظـلّـي /

  عـن نـورسٍ فقـد جنـاحيـه فـي الانتظـار

  عـن نـوادر المـوت الـذي فقـد الـذاكـرة

  عـن تنهـدات الأرض المـزدحمة بالعصبيّـة

  والميّتيـن الـذيـن يقضـون إجـازتهـم القصيـرة

  فـي الحيـاة

  بيـن الثقـوب البشـريـة السـوداء

  حـدثنـي عـن الليـل الـذي فقئـت عيـونـه

  عـن مـاراثـون العتمـة فـي مثـوى الضوء الأخيـر

  وازدحـام الكـلام فـي أفًواه الأكـواب المقفـلة

  بـالأسئلـة.


  حـدثتـه /

  عـن أطفـال بـلا جهـات

  ومرتفعـات الحيـاة والخـوف مـن الخـوف

  والتمسّـح بالفضيـلة المعطلـة.

  عـن السـاكنين خلـف المسافـات بـهمـومٍ أخـرى

  وعيـونٍ أخـرى ودمـوعٍ أخـرى وبكـاء بعيد

  حدثتـه عـن الـدروب المُتْعبـة النائمـة علـى الخطوات

  عـن اللاشئ  اللامعنـى  اللانتمـاء  الكوابيس

  الـرهاب  الخـوف المنتظـر  الـوجـع اللئيـم

  الضيـاع المسلّـح والحـزن الممنوع من الصرف

  عـن حلـوى الحيـاة المصـابة بـالسكـري

  عـن قلبـي الـذي يحمـل على ظهـره الوجـع العربي

  ولا يـدري أيـن يـذهـب بـه 

  حدثتـه  /

  عـن اجنحـة الفراشـة وهـي تعبـر بين وردتيـن

  عـن مـوسيقـى الأفـق بعينـي امـرأة

  مصنـوعـة مـن ديـوان محمود درويش

  عـن ضحكتهـا القـرمـزيـة

  وهـي تـركـض فـي شـوارع روحـي

  عـن أطـراف أصـابعـي وهـي تتسلل اليهـا

  كـأسـراب نحـل تـوشـوش الـرحيـق

  عـن التعـويـذة الخـالدة فـي قـداس النجـوم

  وفـرفشات الضوء

  حدثتـه عـن الصـواب الـوحيد

  فـي كـومـة اخطـائـي

  عـن الشمس التـي سحبت كـل حـروف المـد

  مـن حنجـرتي

  لـم يبـق لـي الا أن أعيـد تـرتيـب صمتـي

  ثـم أغـادرنـي


  مـا أصعـب أن تحمـل في صـدرك

  جـوابـاً فـات أوانـه

  وسـؤالاً سبـق زمـانه  !!

                                 ١٥ / ٣ / ٢٠٢٣ رومـانيـا

تم عمل هذا الموقع بواسطة