فـوانيـس
"" "" "" ""
أقشّـر يـومي وأقتـاتـه
وأزرع فـي قـدميَّ الطـريـق
وأحثـو الغيـوم علـى فكـرتي
لعـلّي أبلل لـدغ الحـريـق
أكشُّ اليـباس الـذي يـرتـديني
فيخضـرّ فـي الـروح بعض البـريق
فمـا كـل مـا تـرتجيه يكـون
ولا كـل غيـمٍ يكـون صـديـق
فنـم فـي منـامـك يـا صـاحبـي
وحـاول بنـومـك أن تستفيـق
فـوانيس خـارطتي في العراء
تـرمـم انفـاسها فـي المسـاء
تُسـاعـدُ فـي الاختبـاء
وتجلس فـي قبضـة القـرفصاء
وتنتظـر الانتظـار
وعبـر انشقاقـات هـذا الـوجـود الكئيب
أومـنُ بـاللحظـة الفـاعلـه
فتضحـكُ بـالـرغـم منّي عيـوني
ويجهـش قلبـيَ وروحي تضيـق
وأمشي بـلا وجهـةٍ متعبـاً
وحيداً خلال مطبـات هذي الحياه
أدحـرجُ كـل الكلام الذي في الـزوايـا
وأخـرجُ منّـي
وأسمع صـوت ارتطام عظامي بصوت الأنين
فـأمضي الـى الجانب الآخر من كل شىء
ابعثر كـل الـرمـال التـي في يـديّ
ولا اتـوقف حتى يتم العثور عليّ
فلا كل شيء يعـود كمـا كان قبل الذهاب
ولا نحن نبقى بنفس الثياب
فالحيـاة تسير الى مستقـر لهـا
والابتعاد هو الاقتراب
اذا اشتـدَّ يـومـك
واشتعل الجرح في عمق روحك
فلا تتنهد ولا تحبس الظل
ولا تتجسس على مفردات الهواء
جحيـم الحياة هـو الانكسار
الـذي يتمطّـى بـداخـل نفسك
ستعرف بعـد فـوات الأوان
بأنـك مستخـدم للغبـار
وأنـك تصـدأ مـن دون حـبٍ
فكن نورساً يتدفق شمساً
على وشوشات النهار
أنـا مثـل أوراق هذا الزمان
أجـفُّ واصفـرُّ لكنني لا اتساقط
فلن اتعافى
إذا ما بقيتُ اغامر خلف الأماني البعيده
ساصنع منّي شخصاً جديدا
وارجع يـوما بشكـل قصيـده
أبردين/اسكوتلندا
13 / 9 / 2024
