مـوانـئ الـريـا

 "" "" "" "" "" "" ""

  غـريب .. 

  والمسافـات قصيـدة نثـر

  تتعـذب بيـن يـدي القـراء الذين لا يقرأون

  اتساقـط كمـا لـو أننـي مطـر ضـاق من غيمـه

  ألـوّح للحيـاة بـرغيف خبـز ويـدٍ مـن طحيـن

  أمضـي كطـريـقٍ أصـابـه الخـرف

  أتسلّـق الأنهـار وأقفـز بيـن اكتـاف الصخـور .


  وحيـدا  ..

  أعيـش معـلّقـاً علـى أكتـاف غيمـة نـاعمـة

  مثـل كـل الـذيـن يهـربـون فـي الحلـم

  الـى أقـاصي السـؤال

  يعـودون كـأشياء مـرهقـة في الصيرورة

  قـوس فـي الـزمـن

  تيـه فـي العـزلـة

  وفلْتـر للفـرح الحـزيـن  .


  تـائـه

  بيـن مـا قـد مضـى ومـا ليـس يـأتـي

  اركـض كخـوف خـائـف مـن جـريمة ثـأر

  الغـد قـد ضـاع الـى أجـلٍ غيـر مسمّـى

  والأمس مـازال يُحضـر كـل القبـور والجثث الساخنة

  كيـف أرشيـك ايـها الـوقت

  حتـى تظـل بعيـدا عن سـاحـة الاغتيـالات .


 كيـف

  أقنـع نفسـي بـأننـى مـوجـود بهـذا الـوجود

  كيـف أظـلُ أرفـرف وأوقـد الشمـوع

  وأبحـث عـن أحـلامـي بيـن وسـائـد الليـل المفقـودة

  لا بـدَّ أن أغنّـي كـي أبـدد الأنتظـار

  أن اكتـب الشعـر لأبقـي اليـأس بعيـدا

  وأسـرج جـدائـل الهـواء فـي حقـول النبـض

  كـي أعيـد السحب الى طفـولتهـا 


  أخـاف

  أن ارجـع فـلا أجـدنـي

  أن اتـوقـف فأتبعثـر

  أن أمضـي فـلا أدرك الـوصـول

  فـالـزمـان يمضـي معـي

  والمكـان عطـش منتظـر

  وحـدهـا الـزلازل بقيـت بـلا مـوعـد

  وحـده الـرغيـف غيّـر مـواعيـد اللقـاء


  يـا اللـه

  كيـف أجمـع اليـأس مـن خصـلات الضـوء

  كيـف أنظّـف أسنـاني من العـاهـات والثـآليـل

  والأعيـاد الـوطنيـة

  كيـف استعيـد ضحكـة مـن ذاكـرتـي المعطـوبـة

  وأنـا مجهـش فـي النسيـان

  أي كلمـات تـرمـم هـذا الخـراب الجميـل

  والحيـاة لـم تقـدم لـي تنـازلا واحـدا

  لحـلـم واحـد

  مـازالت تغـرقنـي في مستنقعـات التفـاهـة

  وتـمسح عيـونـي بكمشـة مـن القـريـص

  هـذا الـواقـع يبللنـي بـالقهـر والأسئـلـة

  بـالحقـائق المصنّعـة والـوجـع المتمـدد

  فقـط //

  العتمـة وحـدها يسمـح لهـا بـالتجـوّل

  بـرفقـة الأفكـار الكـاتمـة للصـوت


  لكننـي

  سـأظـل ممسكـاً بيـد الـريـاح

  انـزع دقـائـق الـوقت مـن الساعـة الـرمليـة

  سـأتـرك عيـوني مـزدحمـة بـالأفـق

  وأبقـي الخـوف وحيـدا وأمضـي

  كـأنني لسـت أنـا

  ****

  أريـد

   مـن الصمـت / ذاك الصفيـر المـوغل في الأبد

  ومـن الحيـاة / أنتِ واسمـكِ ومـوانـئ الهـواء

  ومـن الـدنيـا / كلمـة حـق على شكل قصيدة 

                        بوخارست/ ٢٦ / ٤ / ٢٠٢٣

تم عمل هذا الموقع بواسطة